تنطلق اليوم الخميس في فندق الريتز كارلتون فعاليات المؤتمر الدولي السادس للرعاية الصحية الأولية، وذلك برعاية وحضور سعادة وزير الصحة العامة، وبمشاركة نخبة واسعة من القادة والخبراء وممثلي المنظمات الصحية والبحثية من مختلف أنحاء العالم. ويأتي هذا الحدث ليسهم في ترسيخ مكانة قطر باعتبارها مركزاً رائداً في الحوار العالمي حول مستقبل الصحة، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الطب والرعاية الأولية.

ويعكس انعقاد هذا الحدث في الدوحة التزام دولة قطر الدائم ببناء أنظمة صحية قوية ومتكاملة تستجيب لحاجات السكان، وتواكب المستجدات العالمية في الطب والتقنية والبحث العلمي. ويجمع هذا المؤتمر مجتمعاً عالمياً متنوعاً يشمل مهنيي الرعاية الصحية وصنّاع السياسات والباحثين والمثقفين، يجمعهم هدف واحد هو حماية الصحة وتحسين جودة الحياة.

حيث يشهد العالم تغيرات متسارعة تفرض تحديات أكثر تعقيداً، بدءاً من الجوائح وتداعياتها الصحية والاجتماعية، مروراً بتغير المناخ وتأثيراته على صحة الإنسان، وصولاً إلى التحولات الاقتصادية والمتطلبات المتنامية للمجتمعات. وفي ظل هذه التحديات تظل الرعاية الصحية الأولية القلب الحقيقي للعدالة الصحية وركيزة رفاه المجتمعات؛ فمنها تبدأ الرعاية، وبها تُبنى الثقة، ومن خلالها تُلامس الحياة كل يوم.

ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث المستجدات العلمية والممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية الأولية، واستعراض تجارب مبتكرة من دول مختلفة تسهم في تطوير آليات الوقاية والتشخيص والعلاج وتعزيز الصحة. كما يسعى إلى تعزيز الشراكات الدولية المشتركة، وتفعيل تبادل المعرفة والخبرات والبحث العلمي بين المؤسسات الطبية والأكاديمية.

ويشارك في المؤتمر أكثر من ألف مختص من الأطباء والباحثين والخبراء وصنّاع السياسات، إلى جانب حضور مميز للمنظمات الصحية الإقليمية والدولية، مما يجعله واحداً من أكبر الملتقيات العلمية المتخصصة في المنطقة. ويتضمن البرنامج سلسلة واسعة من الجلسات العلمية والمحاضرات التفاعلية وورش العمل التي تركز على جودة الخدمات الصحية، وتمكين الكوادر، ومستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب، والابتكار في إدارة الأمراض المزمنة، إضافة إلى عروض بحثية وملصقات علمية يقدمها باحثون وطلاب من داخل قطر وخارجها.

وتواصل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية العمل على تعزيز مكانة قطر في قطاع الصحة العالمي من خلال الاستثمار في العنصر البشري، ودعم البحث العلمي، وتطوير البنية التحتية الصحية، وتوسيع نطاق الخدمات الوقائية والتوعوية. فهذا المؤتمر يمثل فرصة مهمة لبناء علاقات جديدة، وتبادل رؤى مستقبلية، وتعزيز التعليم المهني المستمر، بما يخدم استراتيجيات الصحة الوطنية.

وبانطلاق هذا الحدث العالمي، تواصل قطر ترسيخ حضورها كدولة داعمة للتطوير العلمي والطبي، ومركز حيوي للحوار الدولي حول سياسات الصحة والرعاية الأولية، بما ينسجم مع رؤيتها الوطنية لبناء مجتمع صحي ومتقدم.