تسعى مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر إلى توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة من خلال منظومة متكاملة لخدمات الصحة المدرسية، وتهدف هذه المنظومة إلى تعزيز صحة الطلبة والعاملين في المدارس عبر برامج متنوعة تشمل التثقيف الصحي، الخدمات الوقائية، والرعاية الصحية المباشرة، ما يضمن الوقاية من الأمراض المعدية والحفاظ على صحة المجتمع المدرسي بشكل عام.
وفي هذا الصدد تقول السيدة بثينة النقيب مشرفة الصحة المدرسية بقسم خدمات وبرامج الصحة المدرسية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، يشكل التثقيف الصحي محورًا رئيسيًا في هذه الجهود، حيث يتم تنفيذ برامج وورش عمل للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور على مدار العام، بما في ذلك المحاضرات والمسابقات والمواد التوعوية والدروس العملية. كما يتم إنشاء جماعات صحية طلابية بإشراف التمريض المدرسي، ما يساهم في رفع مستوى الوعي الصحي لدى الطلاب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للوقاية الشخصية والمجتمعية.
"الامراض المعدية داخل المدرسة"
وتضيف بثينة النقيب: فيما يخص التعامل مع الأمراض المعدية داخل المدرسة، فإن الإجراءات تبدأ بالتثقيف الصحي للطلاب وأولياء الأمور والعاملين حول طرق الوقاية، يليها عزل الحالة المصابة في منطقة مناسبة داخل المدرسة مع إخطار إدارة المدرسة ومشرف الصحة المدرسية. ويتم تسجيل البيانات الصحية للطالب في الملف الإلكتروني، وتحويله إلى المركز الصحي لتلقي الرعاية المناسبة، مع إخطار ولي الأمر لضمان متابعته. كما يتم التأكد من تهوية الفصول الدراسية وتعقيمها بانتظام وفق بروتوكولات مكافحة العدوى، مع تعزيز النظافة الشخصية بين الطلاب، من غسل اليدين إلى تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، ومتابعة المخالطين للحالة المصابة وتقديم التوعية الصحية لهم ولأسرهم، حيث تهدف جميع الإجراءات الوقائية إلى حماية الطلاب والحد من انتشار هذه الأمراض، بما يضمن استمرار العملية التعليمية بشكل آمن.
"دور أولياء الأمور"
وتضيف بثينة النقيب ان دور أولياء الأمور يبرز كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض المعدية، حيث يبدأ بالمتابعة الصحية اليومية وملاحظة أي أعراض تظهر على الطفل قبل إرساله إلى المدرسة، والتأكد من استكمال جدول التطعيمات الأساسية والجرعات الداعمة. كما يشمل تعزيز العادات الصحية للطفل، مثل غسل اليدين بانتظام وعدم مشاركة الأغراض الشخصية، ودعم مناعته بالتغذية الجيدة والنوم الكافي. ويعتبر التواصل الفوري مع المدرسة عند إصابة الطفل بأي مرض معدٍ أمرًا بالغ الأهمية، إلى جانب توعية الأطفال بأساسيات الوقاية وكيفية حماية أنفسهم وزملائهم.
وفي المنزل، يُنصح بعزل الطفل المصاب في غرفة منفصلة وتقليل عدد المخالطين، مع الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص العلاج وفترة العزل، وتنظيف الأسطح وغسل اليدين بانتظام لجميع أفراد الأسرة. وتختلف أساليب الوقاية بحسب نمط انتقال المرض سواء كان عن طريق الملامسة او الرذاذ والهواء، أو سوائل الجسم مع ضرورة استخدام الكمامات أو القفازات عند الحاجة، والحرص على التهوية الجيدة للغرفة.
ختامًا، تؤكد إدارة الصحة المدرسية بمؤسسة الرعاية الصحية الاولية أن الوقاية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. بالالتزام بالإجراءات البسيطة والهامة والحرص على التثقيف الصحي، وبذلك يمكن حماية الطلاب من الأمراض المعدية وضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية، تعزز تعلمهم وتطورهم بطريقة سليمة ومستدامة.