في خطوة رائدة نحو ترسيخ بيئة تعليمية دامجة وآمنة، أعلنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بالتعاون مع مستشفى سدرة للطب، عن اكتمال المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية “المدارس الذكية للتشنجات العصبية” للعام الدراسي 2024–2025، محققةً بذلك إنجازًا نوعيًا يعكس التزام الدولة برؤية شاملة لصحة الطلبة وسلامتهم.
هذه المبادرة المتميزة، التي تمثل نموذجًا فريدًا للشراكة المؤسسية بين القطاعين الصحي والتعليمي، نجحت في رفع الوعي المجتمعي حول مرض الصرع، وتعزيز جاهزية المنظومة المدرسية في التعامل مع حالات التشنج بكفاءة واستجابة إنسانية مدروسة.
"توسّع لافت وأثر ملموس"
وقد شهدت المرحلة الثانية من المشروع توسعًا كبيرًا من حيث النطاق والتأثير، حيث تم:
أظهرت أدوات التقييم تحسنًا ملموسًا في المعرفة العامة بالصرع، مع انخفاض كبير في انتشار المفاهيم المغلوطة، وارتفاع في مستوى الثقة لدى المعلمين والممرضات في التعامل مع الحالات الطارئة. كما أبدى أولياء الأمور ارتياحًا كبيرًا لما لمسوه من أثر إيجابي على وعي وسلوك أبنائهم في المدرسة والمنزل.
"تعزيز القيادة الطلابية"
ومن بين أبرز إنجازات هذه المرحلة كان إطلاق نموذج “سفراء الطلبة”، الذي مكّن مجموعة من الطلبة من إيصال الرسائل التوعوية لزملائهم وأسرهم، تحت إشراف مباشر من ممرضات الصحة المدرسية. هذا النموذج عزّز من حسّ المسؤولية المجتمعية، وساهم في كسر الحواجز النفسية المرتبطة بالمرض داخل البيئة المدرسية، ويعد نموذجا مبتكرا لتعزيز القيادة الطلابية.
وانطلاقًا من نجاح المرحلتين الأولى والثانية، تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تطوير المبادرة عبر مسارات استراتيجية ورؤية مستقبلية طموحة تشمل توسيع نطاقها لتشمل المدارس الخاصة والدولية، ودمج محتوى الصرع ضمن البرامج التدريبية الدورية للكوادر المدرسية ، وإطلاق وحدات توعوية رقمية لضمان الوصول الشامل للمحتوى، إضافة الى تعزيز الشراكات المجتمعية مع المجالس المدرسية والإعلام.
كما يُجرى العمل على توثيق التجربة علميًا تمهيدًا لنشرها في دوريات محكّمة، وعرضها في مؤتمرات دولية كنموذج رائد في مجال الصحة المدرسية.
"رسالة أمل وتمكين"
وأخيرا يمكن القول إن مبادرة “المدارس الذكية للتشنجات العصبية” ليست مجرد مشروع توعوي أو تدريبي، بل هي تحوّل في الثقافة المدرسية نحو بيئة تحتضن الجميع دون تمييز، بيئة تؤمن بأن الوعي هو خط الدفاع الأول، وأن تمكين الكوادر التربوية والطلبة هو حجر الزاوية في بناء مجتمع صحي، واعٍ، ومتماسك.
بهذا الإنجاز، تُواصل قطر تقدمها بثبات لتكون مرجعًا عالميًا في ابتكار وتطبيق أفضل الممارسات في مجال دعم الطلبة ذوي الحالات الصحية الخاصة، واضعةً سلامة الطالب وكرامته في قلب العملية التعليمية.